الثلاثاء، 11 مارس 2014

زوجي المجنون- البارت السادس


البارت السادس



17 أغسطس 1998

عزيزتي عهود ..


أرسل لك هذه الرسالة لأطلعك على التطورات التي حدثت خلال الفترة الماضية أخبريني أولا أين اختفيت لقد قلقلت عليك كثيرا ولم أستلم منك سوى رسالة أخبرتني بها أنك مسافرة وقبل أيام قليلة أرسلت لي عنوانك لأرسل عليه الرسائل وطلبتي أن تعلمي أخر أخباري وماذا جرى وكيف انتهت مشكلتي مع نادر وباركت لي بالزواج .. 

إنها فترة طويلة جدا حدثت بها أحداث كثيرة لقد أخبرتك أن نادر حذرني من مقابلة أدهم لكني عنيدة خرجت لمقابلة أدهم وأتت الكارثة طلبني في بيت الطاعة ذهبت إلى هناك محطمة الكرامة ..

لقد ضحك على وأجبرني على الخضوع وعاملني معاملة أشبه بالخادمة أشد ما كان يؤلمني أساهير لقد كانت ملامحها تنطق بالألم إنها تدرك ما حولها لقد كان نادر يصر على إهانتي كل يوم لم يكن يخفف جروحي سوى أساهير لقد كانت تحتضنني وتواسيني خفت ألا تعيش أساهير طفولتها فقررت التصرف بسرعة أهرب معها لن أتركها هنا لقد ضربها الوغد بالأمس وهذا مالا أحتمله فحدثت أدهم الذي ما أن سمع صوتي حتى صاح كالمجنون :

" أين أنت .. لقد بحث عنك كالمجنون "

فقلت له : " أرجوك يا أدهم اسمعني .. أحتاج لمساعدتك "

وأخبرته بالأمر كله ولا داعي لإخبارك بالشتائم التي كانت موجهه لنادر .. ووعدني بإيجاد حل وانتظرت لكن لكل شئ حده لقد وصلني أن نادر خطب جارة لنا ثرت وأخذت أفكر في طريقة للهرب ولم أهتد للطريقة حتى حلت الكارثة بعد أسبوع حضر نادر مع زوجته في تلك الليلة الكئيبة التي تنذر بهطول المطر حدقت بهما غير مصدقة كان أنيقا مغرورا وهي مختالة بفستان زفافها وتحدث نادر :

" إن زوجتي ترفض أن يسكن معها أحد هنا .. وهذه ليلتنا الأولى لهذا .."

لم يكمل فأكملت أنا : " غادري المنزل .. حسنا سأغادر لكن لن أترك أساهير هنا سأخذها معي وإلا فأني لن أتزحزح "

ألتمعت عيناه في غضب لكن زوجته قالت :

" دعها تأخذها .. ما الذي تريده منها ألم تقل بأنها ليست ابنتك"

" حسننا " قالها نادر بسخرية وطلب مني أن أخرج من المنزل 

اندفعت لحجرة أساهير وحملت الحقيبة التي خبأتها تحت السرير وغادرنا المنزل والمطر يتساقط لست أعلم لماذا ترتبط أحداث حياتي بالمطر المهم لم أجد ولا سيارة أجرة توسلات أساهير مزقت قلبي فتوقفت عند أول هاتف وطلبت رقم أدهم الذي ثار وغضب لكنه حضر على الفور .. جلست بجواره واساهير في حضني نائمة ووصلنا إلى المنزل فحمل أساهير عني وأدخلها إلى المنزل مع الحقيبة فسارعت لتبديل ملابس أساهير وملابسي ثم حضرت كوبي قهوة وجلست أمام أدهم الذي كان وقت حضوري يحدق بأساهير وهو شبه مسحور فتأملتها أنا الأخرى كانت نائمة وهمست لأدهم " أدهم خذ كوبك "

انتزعته من شروده فغمغم معتذرا ثم قال :
" كنت أفكر أنها لا تشبه نادر أبدا .. إنها تشبهك في بعض الصفات ولكن الصفات الأخرى لا تشبه بها نادر أبدا فهي تبدو وكأنها ابنتك فقط بلون عينيها وشعرها الداكن وبشرتها أما أنفها وحاجبيها وشفتيها لا تشبهك بها أبدا "

ثم صمت للحظة ثم عاد ليقول بلهجة دافئة :
" كم كنت أتنمى لو أنها ابنتي ! .. وأن ما حصل لم يحصل "

أطرقت برأسي وأنا أفكر هل أخبره بالأمر هل أخبره أن أساهير ابنته فنظرت إلى أدهم ثم قلت له :
" هناك أمر لم تعرفه حين طلقتني .. ولكن هل تعرف كم تبلغ أساهير من العمر ؟؟"

نظر إلى لحظة ثم قال :
" ثمان سنوات .. تسع سنوات ؟؟"

بللت شفتي ثم قلت له :
" إنها في العاشرة وستصبح في الحادية عشر بعد خمسة أشهر "

صمت أدهم للحظة ثم قال :
" هذا يعني أنك متزوجة منذ عشر سنوات تقريبا و.."

قطع أدهم عبارته وهو يحدق بأساهير ثم قال لي بعنف :
" ولكنك متزوجة منذ تسع سنوات فقط وهذا يعني أن أساهير من المستحيل أن تكون ابنة نادر إنها ليت ابنته أليس كذلك إنها ابنتي أنا؟؟ "

أجبته بالإيجاب فحدق بي ثم بأساهير للحظات ثم هتف :
" لكن لماذا ؟؟ لماذا لم تخبريني بالأمر ؟؟"

" حسبتك عرفت لأن نادر أخبرني أنك لم تهتم بابنتك ولكن حين تحدثت معك في الشركة عرفت بأنك لا تعرف بأمر أساهير على الإطلاق رغم معرفتك بأمر الحمل "

" لقد أخبرني أنك أسقطت الطفل وأنت تحمليني المسؤولية لذلك "

وصمت كلانا وأخذت أفكر في يوم الغد في المحكمة ماذا سيحدث غدا .. هل سأنال الطلاق وأخذ حقي بالكامل هل سينزاح الكابوس أخيرا .. وانصرف أدهم وهو يعدني أن يعود في اليوم التالي 

وفي الصباح الباكر حضر أدهم وداعب أساهير بحب ثم ضحك وهو يقول :
" المرة الأولى التي أرى بها شخص مقدم على كارثة وهو يشعر بالراحة " 

وغادرنا المنزل الأمر كان سهلا كنا سنقول ما حدث من خديعة وبالطبع حدثت الكارثة أخذ نادر يكذب الجميع ويؤكد ما حدث لكني أخبرت القاضي القصة بأكملها وأكدت الحوالات البنكية الأمر وكان نادر طوال الوقت يرمقني بحنق وبغضب وحين تقرر أن من حقي طلب الطلاق هجم على نادر ولكن أدهم ورجال الأمن تتدخلوا للفصل بيننا ومال أدهم فلكم نادر بعنف وفقدت الوعي وأنا أسمع نادر يصيح : 

" أنت طالق .. طالق .. طالق .. ولا أريد سماع شئ عنك "

وسقطت وحين استيقظت وجدت أدهم يبتسم وهو يقول لي :
" لا تتحدثي .. سأنتظر العدة أن تنتهي ثم تعودين زوجتي مجدا "

فابتسمت براحة وأنا أستمع لمشاريعه وخططه نسافر هنا وهناك .. وأخذ لي كل حقوقي من نادر وكل ما نهبه مني ..

وانتهت العدة وكان أدهم ينتظر فتقدم لخطبتي وأصر على دفع مهر ضخم وإقامة زفاف فاخر وخلال أسبوع أصبحت زوجته عشت معه السعادة فهو حنون وبعد شهرين اكتشفت أني حامل فرح أـدهم لهذا فرحا عظيما وبدأ يعتني بي عناية شديدة وكان دوما يقول :

" لم أشهد فترة حملك بأساهير لهذا لا أريد أن يفوتني شئ من هذا الحمل ارتاحي أنت فقط "

وبمساعدة أساهير قاما بإعداد حجرة للطفل الجديد ترك أساهير تختار الملابس اللعب ديكور الحجرة ومع بلوغي الشهر التاسع كان كل شئ جاهز وأدهم أصبح خبيرا في الحمل والولادة ابتاع كتب وأشرطة فديو تتحدث عن الحمل والولادة وحضر معي جميع الكشوفات ..

أذكر أني أجريت كشفا طبيا كاملا ثلاث مرات تحت إصرار أدهم كان قلقا أكثر مني وأكثر خبرة لقد حملت بأساهير لكن هذا الفيض من المعلومات الذي عرفه أدهم لم أعرفه وحين حضر موعد الولادة كان ادهم معي هناك يمسك بيدي ويشجعني وحمل الطفل بعد ولادته على الفور وهو مبتهج وتحولت أساهير لمربية وأدهم لممرضة كنت سعيدة وأنا أرى سعادة أساهير الطفل أسميناه ضياء لأنه أضاء حياتنا ..

إني أخشى على أدهم من هذا الفيض من السعادة أفكر جديا في تكبيله بالسلاسل أساهير متفوقة في دراستها ولقد انتخبت الطالبة المثالية مرتين أدهم حضر كل الحفلات والمناسبات أما بالنسبة لأدهم فأعماله مزدهرة وضياء الصغير عمره الآن سنتان وهو مشاغب يتبع أساهير أينما ذهبت ويقلد والده وحديثه دوما غير مفهوم .. بحثت عنك وتعجبت لاختفائك وعجزت عن معرفة عنوانك فما أن وصلتني رسالتك بعد ثلاثة أعوام تقريبا أسرعت بالرد عليك غدا سيتم ضياء عامه الثالث وأساهير سوف تصبح في الثالثة عشر من عمرها ..

والخبر الأجمل أنه في العام الماضي أنجبت ماهر وأنا الآن حامل وأدهم يتمنى لو أني أحمل بنتا ..

أحب أن تكتبي لي بالتفصيل عمل جرى لك خلال فترة فراقنا سوف تجديني بجوارك دوما .

وأنا أقترح عليك أن تأتي للإقامة في منزلي لبعض الوقت .

المخلصة 

أماني
* * *


قريبا البارت السابع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق