ليتك تدري كم احبك
الفصل الرابع
تفاجئت سالي
من أديب
لقد وافق
على كل
طلباتها وطلبات
والدها رغم
أن طلباتها
كانت كثيرة
إلا أن
أديب نفذها
كلها لقد
جعلت الفستان
عليه ورفضت
السكن في
المنزل الذي
أختاره وطلبت
أخر ففعل
أديب ما
طلبت وفعل
أكثر مما
طلبت
..أما والدها
فلقد طلب
أن تكون
الملكة والدخلة
في يوم
واحد لأن
عليه السفر
إلى الخارج
مع والدتها
تضايقت سالي
في الأول
لكنها حين
لمحت التعب
البادي على
وجه أمها
وافقت
..ارتدت فستان
أبيض بسيط
للغاية والحفل
كان بسيطا
ولكن هذا
لم يمنع
سمير من
أن يمرح
ويرقص ويشارك
والدها الرقص
ووالده وحما
السيف ورقص
وأشركها في
الرقص رغما
عنها ولهذا
تنفست الصعداء
حينما أخبرها
أن عليهما
الذهاب فودعت
والدتها ووالدها
وانصرفت مع
زوجها وضمتهما
السيارة وانطلقا
إلى الاستراحة
التي تملكها
عائلته
..اعتكفت سالي
طوال الطريق
تتأمل قطرات
المطر رغم
أن أديب
لم يصمت
طوال الطريق
..
هبطت أخيرا
مع أديب
بينما هو
حمل الحقائب
إلى الاستراحة
وهو يقول
:
"
هيا يا
سالي تفضلي .. ادخلي بقدمك
اليمين أم
تريدين أن
أحملك لا
تقلقي فأنا
قوي
"
هزت سالي
رأسها وهي
تتبعه إلى
حجرة النوم
حيث وضع
الحقائب واستدار
يتأملها وهي
تخلع عباءتها
وتقدم نحوها
بخفة وامسك
بها وهو
يقول
:
"
أين كان
هذا الجمال
عني
..لابد أني
كنت أعمى
"
لم تجبه
سالي بل
أخفضت رأسها
وهي تحاول
التهرب من
شفتيه وهي
تقول:
"
أريد أن
أستبدل ملابسي
"
ابتسم أديب
وابتعد عنها
وأخذ يخلع
ملابسه ثم
غطى جسده
بروب كشمير
ودار ليصبح
خلفها ليفك
لها السحاب
صاحت سالي
وهي تبتعد
عنه لكنه
لم يتركها
بل واصل
فتحه ومن
ثم أنزل
الفستان عن
كتفها وأسقطه
أرضا فبدت
له بملابسها
الداخلية وضحك
وهو يقول :
"
مما تخجلين
إنك ترتدين
فستان قصير
تحت ملابسك
ولست عارية
بملابس داخلية
"
ثم خرج
وهو يقول
لها
:
"
سأخرج لشرب
بعض الماء
"
تابعته ثم
ارتدت قميص
نوم محتشم
أثار ضيق
أديب وهو
يقول:
"
ما الذي
ترتدينه ليس
هذا ما
ترتديه العروس
"
حركت سالي
كتفها وهي
تقول
:
"
أنا متعبة
وهذا القميص
الأقرب لي
"
اقترب أديب
من الحقيبة
واخرج يتأمل
الملابس ثم
انتزع قميص
نوم أحمر
وقال
:
"
ارتدي هذا
؟
"
ثم أضاف
حين رأى
التمرد على
وجهها
:
"
ولا أريد
سماع كلمة
أخرى
"
وادار ظهره
لها فاستبدلته
سالي بسرعة
قبل أن
يلتفت أديب
ويطلق صفيرا
متصلا أثار
خجلها وضيقها
معا فاقترب
منها وهو
يحاول تقبيلها
واستطاعت أن
ترى الشوق
في عينيه
فحاولت مقاومته
وهي تقول :
"
إني متعبة
يا أديب
وأمامنا ليالي
عديدة
"
"
ولكني لست
متعب بل
على العكس
وكذلك أنت
لكنك تتدللين
"
ولم تستطع
سالي أن
تنطق بكلمة
واحدة إذ
سرعان ما
عم الظلام
في الحجرة
ولكنها عجزت
أن تمنح
لسمير الحب
الذي طالما
شعرت به
مع فريد
وظلت صورة
زوجها السابق
تأتي وتذهب
قبل أن
تغفو من
أثر التعب
..
* * *
شعرت سالي
بشي يتحرك
على جسدها
فتحركت بكسل
وهي تتمنى
لو يذهب
لكن الشئ
ظل يتحرك
ففتحت عينيها
بضيق لتصدم
بأديب المبتسم :
"
صباح الخير
يا زوجتي
الكسول
"
عبست سالي
وهي تنظر
إليه فانحنى
وقبلها بسرعة
وهو يقول :
"
هيا اسرعي
واستيقظي
" وغادر الحجرة
نهضت سال
بتكاسل بعد
أن نظرت
للساعة فوجدتها
العاشرة وتحركت
لتأخذ حماما
وهي ناقمة
عليه لماذا
يوقظها وارتدت
ملابسها
..
"
هل تجيدين
السباحة يا
سالي
"
نظرت إلى
جسده الرياضي
بعضلاته البارزة
لقد كان
فريد رياضيا
لكن أديب
يشبه الرياضيون
كثيرا فعضلاته
بارزة ولامعة
وحركت رأسها
نفيا فعبس
وهو ينظر
إليها ثم
قال
:
"
أفهم أنه
ليس لديك
لباس للسباحة
"
وقبل أن
تجيبه سحبها
من كفها
وقبل أن
تقول شيئا
احتضنها وقفز
معها في
المسبح حاولت
أن تتوازن
وقاومته وهو
يخلع لها
ثوبها لكنه
صاح بغضب:
"
توقفي عن
العبث أنا
زوجك ولي
الحق برؤيتك
كما أشاء
ثم كيف
سأعلمك السباحة
بملابسك
"
خضعت سالي
له وهي
تفعل كما
يطلب منها
لقد ظل
ممسك بها
بين ذراعيه
وظلا معا
حتى شعرا
بماء المسبح
يسخن بفعل
الشمس فقفز
خارجا من
المسبح وساعدها
على الخروج
ولفها بمنشفة
واستلقيا على
الكراسي في
الظل وأغمضت
عينيها لبرهة
ودون أن
تدري بدأت
تقارن بين
فريد وسمير
لقد كان
فريد يرفض
أن تسبح
أو أن
تشركه الرياضة
لأنها للرجال
فقط لقد
تمنت ركوب
الخيل لكن
فريد رفض .. فريد
.. وشعرت بكف
تضغط على
ذراعها بقوة
وصوت غاضب
يقول:
"
فريد
! . أنا أديب
"
فتحت عيناها
بذعر لتجد
أديب يتأجج
من الغضب
فبللت شفتيها
وهي تحاول
أن تشرح
له لما
كانت تفكر
في فريد
لكنه لم
يمنحها فرصة
إذ أخذ
يصيح
:
"
فريد لقد
مات وله
أكثر من
سنة ولم
يعد زوجك
الآن أنا
زوجك ولي
حقوق وواجبات
عليك
"
"
أغرقت عينا
سالي بالدموع
وهي تهتف :
"
لكني لم
أكن أفكر
في
.."
قاطعها بعنف
وهو يقول :
"
أنت لي
وحدي يا
سالي أفهمت
أريدك جسدا
وروحا وقلبا
لي
"
ودفعها إلى
حجرة النوم
ولم يبالي
بمحاولاته للحديث
بل أوقفها
أمام الفراش
وهو يقول :
"
لا يهمني
أنا زوجك
ولا أريد
أن تفكري
في غير
يحين تكوني
معي وسأجعلك
تنسين فريد
حين تكونين
معي
"
نظرت إليه
بذعر وهو
يخلع المنشفة
عنها ويرفع
غطاء السرير
فحاولت الفرار
لكنه أمسك
بها بعنف
وهو يقول :
"
أكنت تفرين
منها حين
يعانقك هكذا "
وأسكت أديب
كل احتجاجاتها
وهو يقبلها
بعنف أشعرها
بالألم وبعد
برهة خرج
غاضبا وتركها
مسجية على
الفراش تبكي
وغفت ودموعها
لم تزل
تنهمر
..
"
سالي
..سالي
" فتحت عينيها
بمهل لتجد
أديب منحني
عليها والندم
يملأ عينيه
وهو يهمس :
"
مازلنا في
أول أيام
زفافنا وجرى
ما جرى ..أطلب منك
السماح
"
نظرت سالي
إليه بصمت
وهي تعتدل
جالسة وهمست
له
:
"
لم أقصد
اغضابك لكني
كنت أفكر
في فريد
كيف كان
يرفض أن
أسبح أو
أن أركب
الخيل رغم
أني أتمنى
ذلك
"
انحنى أديب
وقبلها ثم
قال ضاحكا :
"
الآن أنا
جائع وإن
لم أكل
سأكلك أنت
"
فابتسمت ونهضت
وهو يلتهمها
بعينيه
..
* * *
مر شهر
العسل وانتهى
وحان الوقت
ليعودا إلى
المنزل ويعود
أديب إلى
أعماله رغم
حديث والديها
عن إكمال
الدراسة إلا
أنها لم
ترغب بذلك
وشجعها أديب
على ذلك
فمكثت في
المنزل تهتم
بالأمور المنزلية
وتشغل نفسها
بها وتطمئن
على والدتها
وصحتها بين
وقت وآخر
بالهاتف وتتمنى
لو تعود
والدتها من
الخارج سليمة
..
والشهر كشف
لها الفروق
بين الأخوين
ففريد كان
يكره المفاجآت
ويحب الروتين
والهدوء والنظام
بعكس أديب
فهو يعود
من عمله
بغتة ليدعوها
على الغداء
في الخارج
يملأ الحجرة
بصوت الموسيقى
ويرقص معها
ويصر أن
يعلمها الرقص
الغربي أو
يستيقظ من
نومه ويرفض
الذهاب لعمله
ويبقى معها
في المنزل
فأديب كتله
من النشاط
لا يهدأ
ولا يتعب
ولقد بدأت
تتكيف على
العيش بطريقته
فتشعر بالفراغ
عند غيابه ..تنبهت من
أفكارها حين
سمعت صوت
زوجها يضحك
وهو يندفع
نحوها ويقبلها
بقوة وهو
يقول
:
"
كيف حال
زوجتي العزيزة
؟ بخير
؟
ابتسمت له
وهي تجيبه :
"
بخير والحمد
لله
.. كيف كان
عملك ؟
"
القى جسده
المنهك على
الفراش وهو
يقول
:
"
متعب
..ملئ بالمشاكل ..يأخذ جل
وقتي
"
انحنت حين
لاحظت أنه
أغمض عينيه
وخلعت عنه
حذائه وما
أن أعتدلت
أمسك بشعرها
وعينيه مغمضتين
وسألها
:
"
هل من
أخبار من
والدتك من
سويسرا ؟ هل
هي بخير
"
فأجابته بسعادة :
"
رغم صوتها
المتعب إلا
أن بابا
أكد لي
أنها بخير
وتتحسن
"
صمت أديب
فحسبت سالي
أن غفى
فحاولت أن
تخلع عنه
ملابسه لكنه
أمسك بها
وجذبها إليه
فسقطت على
جسده وأحاطها
على الفور
بذراعيه وهو
يهمس في
اذنها:
"
ما رأيك
لو ذهبنا
إلى سويسرا
لرؤيتهما
"
فتهللت ملامح
سالي من
الفرح وهي
تسأله
:
"
حقا يا
أديب هل
ستأخذني لزيارتهما
؟
"
أومأ برأسه
ايجابا فصفقت
سالي بكفيها
بمرح وقبلته
على وجهه
مما دفعه
للابتسام وانقلب
ليصبح فوقها
وقال
:
"
والآن لدي
لديك مفاجأة
سنذهب بعد
ساعة لمزرعة
أبي فاستعدي
لقد صرفت
العمال اليوم
فسنكون في
المزرعة براحتنا
دون تلصص
"
"
وماذا سنفعل
في المزرعة
؟؟
"
ابتسم أديب
ولم يجبها
..
لم تصدق
سالي حين
وصلت المزرعة
لقد كانت
خالية من
العمال تماما
فخلعت عباءتها
كما طلب
منها أديب
وسارت معه
وهي مغمضة
العينين وأخيرا
طلب منها
أن تفتح
عينيها وما
أن فتحتها
ذهلت لقد
كانت هناك
أحصنة اقتربت
من السياج
وسألته
:
"
أهي لكم
يا أديب
؟؟
"
ضحك أديب
وهو يعتلي
السياج وأجابها :
"
أجل لقد
كنت أحب
الخيول في
طفولتي وأصبحت
أقتنيها وأربيها
وشاركت بهذه
الخيول في
السباقات وكسبت
جوائز وخلال
سفري اعتنى
بها أبي
ما رأيك
لو أجعلك
تمتطين واحداً
"
نظرت سالي
إلى ثوبها
وهي تقول :
"
بالفستان القصير
هذا لو
أخبرتني لكنت
أرتديت مثلك
الجينز
"
ضحك أديب
ورفعها وأجلسها
على السياج
وأختفى في
الحظيرة قليلا
فأخذت تتأمل
الخيول بصمت
كم تمنت
لو تركب
خيلا أن
يحملها من
تحب على
أحدها ويركض
بها وبينما
هي في
تأملاتها خرج
أديب من
الحظيرة وهو
يمتطي حصان
أسود وركض
به قليلا
وعينا سالي
تتابعه بانبهار
وأقترب منها
أديب وعيناه
تبتسمان بسعادة
ثم قال:
"
والآن أخبرك
بالمفاجأة التالية
سنبقى هنا
لأسبوعين تركبين
بها الخيل
كما تريدين
ثم نعود
للمنزل وبعد
ذلك بأسبوع
نغدر إلى
سويسرا
"
صاحت سالي
من الفرحة
وهي تهتف :
"
أنت غير
معقول يا
أديب يا
إلهي ماذا
تفعل ؟
"
صاحت سالي
بفزع حين
حملها أديب
ووضعها على
الجواد أمامه
فتمسكت بعنقه
وهي تطالبه
بأن ينزلها
فضحك وهو
يقول
:
"
مستحيل لقد
تمنيت منذ
زمن بعيد
أن أجلس
على جوادي
الأثير ومعي
فتاتي الحبيبة
وأركض بها
في أنحاء
المزرعة
"
حدقت به
سالي فابتسم
وهو يسألها
عن سبب
دهشتها فضحكت
وهي تجيبه:
"
لقد كنت
أتمنى أنا
ذلك دوما
لقد كنت
أتنمى أن
يحدث معي
كما في
الروايات الرومانسية
"
فابتسم أديب
وضمها إليه
فأستكانت على
صدره فلكز
حصانه وركض
بها في
أنحاء المزرعة
وسالي تشعر
أن العلم
لا يحتويها
من السعادة
لقد حقق
أديب لها
حلمها وأخيرا
توقف أديب
أمام الحظيرة
وهبط من
الجواد ثم
أنزل سالي
ودخلا معا
للحظيرة وبعد
أن أدخل
الحصان وخرج
قالت سالي :
"
هل تعلم
أظن أن
أحلامي كلها
ستتحقق معك
"
فضحك أديب
ودخلا إلى
المنزل
..تناولا العشاء
ثم ناما
منهكين وفي
الصباح استيقظت
سالي مبكرا
وألقت نظرة
على أديب
الغارق في
النوم واستبدلت
ملابسها وخرجت
للحظيرة وتوقفت
أمام الجواد
الأسود وحين
صهل قدمت
له جزرة
وسمعت صوت
أديب من
خلفها يقول :
"
رشوة لحصاني
"
"
صباح الخير
يا أديب
"
ابتسم أديب
واقترب من
الجواد وهو
يقول
:
"
هيا صديقي
استعد فبعد
الإفطار سأجعل
زوجتي تمتطيك
فكن رقيقا
معها
"
وعلى مائدة
الإفطار حدقت
سالي بزوجها
وهي تسأله :
"
هل ستسمح
لي حقا
ً
؟؟
"
ضحك أديب
ثم قال :
"
انتهي بسرعة
لأريكي أني
لا أكذب
"
وبسرعة وضبت
المكان وخرجت
لتجد الجواد
جاهزا فساعدها
على الركوب
وأخذ يعلمها
مبادئ الركوب
وبعد فترة
سألها
:
"
ما رأيك
يا عزيزتي
؟؟
"
ابتسمت سالي
وهي تهمس :
"
لم يكن
حلمي أن
أركب جوادا
وحدي أو
أن أتعلم
ركوبه بل
كنت أحلم
بجواد أبيض
أمتطيه مع
زوجي ونطوف
معا حتى
نتعب فيحملني
لنرتاح أسفل
ظل شجرة
"
صمت أديب
وهو يقول :
"
اذهبي وارتدي
فستانك الأحمر
ريثما أعد
العدة لتحقيق
حلمك
"
"
هل أنت
جاد ؟
"
ابتسم أديب
وغاب في
الحظيرة ليخرج
بجواد أبيض
فذهلت سالي
وسارعت لترتدي
ما طلبه
أديب وبعد
نصف ساعة
وقفت بجوار
الفرس فحملها
سمير على
الجواد ثم
جلس هو
خلفها وقبل
أن ينطلق
الفرس سألته
سالي
:
"
لماذا هذا
الثوب بالتحديد
؟؟
"
فابتسم أديب
وهو يركض
بالفرس مما
جعل الثوب
يطير فأمسكته
سالي فضحك
أديب وهو
يقول
:
"
هذه هو
السبب
"
وحين انتصف
النهار أنزلها
سمير من
الفرس وتوضأ
ليصليا الظهر
بينما أخذت
هي تتأمله
باعجاب وبدأت
تنعس وما
أنت ألتفت
إليها أديب
وجدها غافية
تماما فحملها
بصمت على
الجواد وسار
ببطء للمنزل
وأرقدها على
الفراش ثم
جلس بجوارها
يتأملها وقلبه
يخفق بعنف ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق