الأربعاء، 19 مارس 2014

ابتسام.. الفصل الثالث

ابتسام

الفصل الثالث



تجمهرت الممرضات خارج حجرة ابتسام وهن يبتسمن حيث للمرة الاولى تحدث خطوبة في المستشفى واصبح احمد يتكرر على حجرة ابتسام باستمرار واصبح هو طبيبها المعالج.


بدات ابتسام تتماثل للشفاء واستعدت للخروج من المستشفى والدخول لبيت الزوجية في حفل بسيط اصرت ابتسام ام يكون بسيطا للغاية وما ان استقر بها المكان في غرفة النوم حتي استبدلت ملابسها بصمت بينما احمد يطفا الانوار الخارجية للحجره وعندما دخل الغرفه وجد ابتسام قد استقرت في فراشها باستبدل ملابسه واستقر بجوارها وهو يغمغم:

" تصبحين على خير يا ابتسام"
" على خير؟؟" بدت الدهشة على ملامح ابتسام وصوتها فسالته:" احمد.. هل انت بخير؟؟ هل حدث شي خطا"

اعتدل في جلسته وهو يسألها:
" ماذا تقصدين؟"

ارتبكت واحمر وجهها وتعلثمت وهي تقول:
" هل تنام الان؟؟ هل ضايقتك في شي؟؟"

" ابدا يا ابتسام"

بدت الحيرة على وجهها فصمتت لبعض الوقت ثم استلقت وهي تقول:
" تصبح على خير اذن؟

اطفا احمد النور وعم الظلام والصمت إلى ان قطعته ابتسام وهي تسال: " احمد هل نمت؟؟"

" لا لم انم .. النوم يرفض ان يزورني"

فسالته: " ماذا سيحدث غدا"

فاجابها احمد : " سنذهب للشاليه لقضاء شهر العسل"

فصمتت ابتسام وانتظمت انفاسها ونام احمد على الفور وهو يقول في ذاته يجب ان يسعدها..
شعرت ابتسام بالملل في الشاليه فهي لا تعمل شيئا احمد يسبح او يقرا او يشاهد التلفاز وظلت صاامته اسبوع حتى فاجاته ذات يوم بسؤالها:
" احمد هل تزوجتني بدافع الشفقة؟"

نظر احمد إليها بدهشةثم سألها:
" لماذا السؤال؟"

صمتت للحظة ثم اجابته:
" انت تعاملني ببرود كاننا متزوجين منذ سنوات .. هل ندمت على الزواج مني؟؟"

فابتسم احمد ثم اجابها:
" ابتسام انا امنحك بعض الوقت لتعتادي على قبل ان نعيش كزوجين"

فنهضت ابتسام فسألها احمد : " إلي اين؟"

فاجابته : " احط العشا يا زوجي العزيز"

وبعد العشا تركته ابتسام يشاهد فلم بينما توجهت لغرفة النوم وارتدت ثيابها ولم تشعر باحمد إلا حين وضع يده على كتفيها وهو يسال:
" هل انتي مستعدة لاستقبالي يا ابتسام؟"

التفتت ابتسام إليه وهي تردد : " استقابلك؟"

فابتسم وهو يقترب منها واجابها: " استقبالي كزوج"

ابتعدت عنه بتوتر وهي تغمغم: " لكننا زوجين "

فامسك بكتفها وهو يهمس: " تعرفين ما اقصد"

بدا الرعب على ملامح ابتسام ولو تستطع ان تتحدث وسقطت فاقدة الوعي وهي تصرخ صرخه ادهشته..

فزع احمد واخذ يحاول ايقاظها وهو يتساءل هل تذكرت محاولة الاعتداء هذا ما دفعه لعدم الاقتراب منها في البداية وحاول افاقتها بشتي الطرق ولم يشعر بالراحة إلا حين فتحت عينيها فسالها:
" ماذا بك؟؟ هل آلمتك ؟؟ هل اخفتك؟؟ هل.."

قاطعته ابتسام بصوت مرتجف:
" لا ابدا .. أسفه يا احمد .. اسفه اعدك ان لا اعيدها .."

فربت احمد على كتفها وهو يهدئها ويقول:
" لا عليكي كل العرايس هكذا يشعرن بالخوف لقد حدثت لكي محاولة اعتداء  فليس من السهل ان .. "

قاطعته ابتسام وهي تردد : " محاولة ؟؟"

نظر إليها بدهشة فبللت شفتيها قبل ان تهمس:
" ألم يخبرك الطبيب؟؟"

سكت احمد للحظة ثم اجابها :
" نسيتي اني طبيبك المعالج لقد نجوتي من محاولة .."

بكت ابتسام فسكت احمد واخذ يربت على كتفها حتى هدأت واخذت تحدق بملامحه وهي تهمس:
" لم يخبرك احد ؟؟" " لم تتم محاولة اعتداء بل حدثت "

صمت احمد وهو يحدث بها وهي تتحدث بانفعال وبكاء:
" ألم تسال نفسك عن سبب اصابة ساقي؟! انها نتيجة اغتصابه لي؟ "

كرر احمد عبارتها الاخيره فاومات ابتسام براسها ايجابا ودموعها تنهمر المطر:
" كان يسكر كثيرا وذلك اليوم كان يناديني باسم امي حاولت مقاومته لمني لم استطع لانه اخذ يضربني واغتصبني بقسوة وفقدت الوعي وحين افقت وادركت ما حدث حاولت الفرار ولكنه كان ما زال مستيقظا فطاردنا واخذ يضربني واغتصبني مجددا وترك بجسدي آثارا لم تشفى هل اريك ايها؟؟"

حاول احمد ان يمسكها ويمنعها لكنها كانت قد نهضت وخلعت ملابسها واشارت إلى صدرها حيث وجد جرحا غائرا واخذت تشير بعصبية إلى جسدها واصبحت عارية تمام وهي تبكي وتردد :
" حاولت مقاومته ولكني لم استطع" واخذت تكررها بالم وحرقة فنهض احمد وضمها إليها وغطاها بالفراش وظل يهدأها حتي بدأت تغفي بين ذراعه ، وما ان نامت حتى مددها وجلس يراقبها وهي نائمه..

فتحت ابتسام عينيها ببطء شاعره بصداع رهيب وتاوهت وشعرت بالدهشة حينما رات ابتسامة احمد الدافئة وهو يمنحها قليل من الماء فصمتت ومن ثم سألته:
" لابد انك تشعر بالإشمئزاز مني الان؟"

بدل ان يجيبها احمد سألها:
" متى حدث يا ابتسام؟"

عضت شفتيها وهي تجيبه:
" وانا عمري احدى عشر عاما"
" وكم مره اعتدى عليكي؟"

صمتت ابتسام لفترة طويلة ثم اجابته:
" ثلاث او اربع مرات"

توقعت ان يصيح احمد لكنها تفاجءت به يربت على كفها بحنان وهو يقول:
" كنتي طفله يا ابتسام"

استكانت ابتسام لكفيه فهمست :
" لم اكن اذهب للمدرسة لانه خاف ان ابلغ عنها .. وكان يحبسني دائما وهو يلعن امي وابي"

وضع احمد كفه فوق كتفيها وهو يقول:
" ابتسام حاولي ان تنسي وسوف اساعد"

نظرت ابتسام اليه بدهشة وهي تتساءل هل من الممكن ان يوجد بشر طيبون لهذه الدرجة وابتسمت ابتسامة صغيره اعتبرها احمد ابتسامة موافقة واستقرت في حضن احمد وهي تشعر بالهدوء لاول مرة في حياتها ونامت مرتاحه بينما ظل احمد مستيقظا يراقبها باشفاق..

استيقظت ابتسام على صوت الآذان فنهضت بهدوء لتتوضا وتصلي وقبل ان تصلي سمعت احمد يناديها با تنتظر ليصليا معا.

ادى احمد صلاته بخشوع مما جعل ابتسام تبكي وهي تستمع لصوته وهو يقراء القران وما ان سلم احمد تناهي إلى سمه نشيج بكاء ابتسام فالتفت اليها فغمغت بصوت منخفض:
" كنت اسمع الصلاة من النافذة لكن ذلك الرجل لم يكن يصلي على الرغم من ان زوجته كانت تصلي"

فاقترب احمد منها وهو يهمس:
" لقد انتهي كل هذا ان حياتك بدات اليوم"

نظرت إليه بلهفه وهي تساله:
"هل ستعلمني؟؟ هل ستاخذني للعمرة والحج؟؟"

ابتسم وهو يساعدها على الوقوف وقال:
" انا اؤودي الحج كل سنة وهذه السنة اخذكي معي"

فابتسمت ابتسام بفرح وهي تنام بين ذراعيه بسعادة

وقاربت اجازة احمد على الانتهاء فعادا إلى منزلهما وكان احمد يراقب فرحتها بدات له كفرحة طفل صغير يوم العيد كل شي يبهجها ، الصلاة، الحرم المكي .. وجهها ينطق بالسعادة ..

شعرت والدة احمد بالعطف على ابتسام بسبب طيبتها الشديدة وفرحتها الطفولية بكل شي خصوصا فرحتها بكلمة امي وابي التي تكرها على مسامع والدي احمد..

" زوجتك اميرة يا احمد.. ربنا اكرمك بزوجة رائعه"

هتفت والدة احمد لابنها بينما ضحك والده وهو يقول:
" سيشعر بالغرور الان؟

فتح احمد شفتيه ليقول شيئا لكن مراي زوجته وهي قادمة بالشاي اسكته واكتفي بالابتسام وتاملها وهو يتسال لماذا تبدو بهذه الرقة والهشاشة وصل يطالعها طوال الوقت وحتى اتجها معا لغرفتها فابتسمت ابتسام وهي تستقلي جواره وسالته:
" احمد هل انا جميلة؟"

فابتسم وهو يقبها واجابها: " هل تحتاجين للسؤال؟"

فابتسمت بمرح وهو تقبله وتنام ولكن نومها لمن يكن مريحا فالسعال ايقظها عدد من المرات.. شعر احمد بالقلق نحوها فايقظها وسالها:
" ابتسام بماذا تشعرين؟"

اغمضت عينيها بتعب وشعر بحرارتها فانتابه القلق وسمعها تهمس:
" انا بخير لا تقلق"

لم يستطع النوم بل ظل يراقبها طوال الليل وشعر بالعذاب وهي يراقب حرارتها التي ترتفع وتنخفض ومع كوابيس كانت تطاردها فتبكي طوال الليل وكان احمد يحتضنها ويهدء من ورعها وما ان استقر وضعها نام بجوارها .

وبدات ابتسام تتماثل للشفاء وان ظلت على شحوبها وفقدان وزنها ولكنها كانت سعيدة لانها ستحج كما وعدها احمد.. حاول ان يمنعها ووعدها ان يذهبا في السنة القادمة لكنه لم يستطع ان يقاوم دموعها.

وعاد تمرض مرة اخرى فقرر ان يذهبا للمستشفى لإجراء فحوصات شاملة ولم يكن بها شيئا مما اشعره بالحيرة فهي تبدو مريضة ولكن لا احد يعلم لماذا ولكنها ادخلت المستشفى بسبب انخفاض ضغط قلبها وحدوث نزيف دموي حاد .. بدا احمد كالمجنون وهو يتجه لغرفه لغرفه ولكن ما ان راي وجه زوجته حتى شعر بالهدوء ومال على شفتيها يقبلها وشعر بكفها تتمسك به للحظة فجلس على كرسي قريب وغفا للحظة ولم يستيقظ إلا على صوت الاجهزة وهي تصرخ وتحولت الحجرة إلى خلية نحل الكل يحاول انعاش قلبها المحتضر حتى فشلت جميع المحاولات وانهار احمد على كرسيي فاوجهه إليه زوج اخته يهدء من روعه ويقول له:
" اذكر الله قدر الله وما شاء فعل"

تحول احمد إلى رجل شاحب بعد وفاة زوجته فشعرت امه نحوه بالقلق بعد مضي شهر وهو على حاله فتوجهت اليه وقالت له احمد موت ابتسام ليس اخر الدنيا.. موتها رحمة لها تعذبت كتيرررا وانت منحتها الحياة وجعلتها سعيدة فتذكرها في دعائك "

نظر احمد إلى امه وهو يرى خيال زوجته خلفها فابتسم وهو يقولك
" ان شاء الله"

وكان رؤيته لخيال زوجته اعطاه دافع اقوى للعمل فتوجه إلى عمله وهو اهدأ نفسيا واكثر راحة واخذ يمارس عمله بهدوء وهو مدرك تماما مقدار فقده للشمعه التي انارت قلبه لفترة بسيطة وذهبت
فتنهد وهو يقول رحمة الله عليكي يا ابتسام

                                                          

          تمت                                                                                                                      





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق