أحبك جداً
وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل
وأعرف أنك ست النساء
وليس لدي بديـل
وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى
ومات الكلام الجميل
...
لست النساء ماذا نقول
أحبك جدا...
...
أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى
وبيني وبينك
ريحٌ
وغيمٌ
وبرقٌ
ورعدٌ
وثلجٌ ونـار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ
وأعرف أن الوصول إليك
انتحـار
ويسعدني
أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية
ولو خيروني
لكررت حبك للمرة الثانية
نزار قباني
البارت الرابع
15 أغسطس 1995
عزيزتي عهود ..
وصلتني رسالتك رمزي مريض .. أتمنى أن يكون من النوع الحميد وأبلغي له سلامي وتمنياتي له بالشفاء العاجل ..
هل تعلمين ماذا حدث أشياء عجيبة حدثت لي لقد التقيت بأدهم زوجي السابق سأخبرك بكل شئ .. كنت في المنزل القديم ممنوعة أو محرومة من رؤية ابنتي وكأني كلب أجرب وضع حرسا على باب المنزل والوغد كان يرافق ابنتي إلى المدرسة في حال دخولها وخروجها والمدرسة ترفض أن أراها لأن زوجي العزيز أخبرهم بأني مدمنة وأعالج من الإدمان .. لقد اشتقت لابنتي مما دفعني إلى أن أذهب إليه وأتوسله أن يدعني أراها حتى أني جثوت على ركبتي فنظر إلى وجهي الغارق بالدموع وقال لي :
" حسنا سترينها "
سألته بلهفة : " متى ؟؟"
فنظر إلى بنظرات صامتة ثم قال : " سأخبرك .. فيما بعد "
وخرجت من المنزل إلى حيث أصبحت أقيم وفي المساء كنت مستلقية بقميص بعد أن أنهكت من تنظيف المنزل فوضعت رأسي على الوسادة فهاجمتني الذكرى .. ذكرى أيامي في هذا البيت كنت سعيدة ومبتهجة و .. أفقت وقتها على طرقات على الباب وكانت الساعة التاسعة فنهضت بخوف وتوجهت إلى الباب وسألت : " من ؟؟"
فأجابني صوت نادر : " إنه أنا زوجك ومن سيكون غيري "
" نادر !" هتفت بدهشة وفتحت الباب كان واقفا أمامي متأنقا .. ارتبكت وادخلته فجلس على الأريكة التي كنت مستلقية عليها فسألني : " هنا تنامين ؟"
ثم ابتسم وهو يدفع نحوي الأكياس التي يحملها وقال : " هيا افتحيها "
فتحت الأكياس الواحدة تلو الأخرى .. ثوب أزرق رائع ، بعض ملابسي القديمة ، قميص نوم فاخر ارتبكت ذهنيا وأنا أفكر ماذا هناك ؟؟ فسألني : " أرجو أن لا تكوني قد أكلتي "
فهززت رأسي نفيا فأخرج الطعام الصيني الذي أحضره معه وتحت دافع من الجوع جلست بجواره وأخذت أتناول الطعام بينما هو يتحدث عن أساهير وبعد أن انتهينا حملت العلب إلى المطبخ ثم سخنت براد الماء لعمل كوبي قهوة ولكن قبل أن أقوم بذلك شعرت به يضمني بقوة تذكرت إهانته لي فدفعته عني فنظر إلى بغضب وهو يصيح :
" أنت زوجتي "
فأجبته :
" لكني لست غانية .. تأتيها متى تشاء لقد طردتني وقلت أنك لا تريدني لماذا أتيت لتذلني ؟"
تأملني في قميصي ثم توجه إلى حيث كان وسمعته يناديني لكني لم أجبه وصنعت القهوة وحملتها ووضعتها أمامه فعاد يذكر اسمي بلطف جعل عيناي تدمعان إنه يهينني متى يرغب ثم يداعبني حين يشاء وأخذ يتحدث ويعتذر لكني والحمد لله لم أستمع إليه لأني غرقت في البكاء فمسح دموعي وضمني إليه ويبدو أن إرهاقي وحزني اجتمعا معا وجعلاني أغرق في النوم وهو يهدئني ويعدني بوعود جميلة .. وعندما استيقظت كنت على الأريكة بينما هو جالس على الكرسي فاعتدلت بسرعة وأنا أسمعه يقول :
" صباح الخير .. غفوت في الأمس بسرعة يا عزيزتي "
" عزيزتك ! " هتفت بشك
فأكد لي أن زوجته وحبيبته وحديث آخر لم ينطلي على وهذا جعلني أشك في تصرفاته لماذا الآن وبعد خروجه وصلتني رسالة غريبة رسالة تخبرني برصيدي المالي إنه 2 مليون دولار هل تصدقين هذا والرسالة كانت تخبرني عن عائد سنوي يبلغ 30 ألف ولقد وصل قبل أسبوع ..
الغريب أن هذا كله من زوجي السابق الذي طلقني دون سبب ودون أن يكلف نفسه عناء الحضور لقد أرسل لي خبر الطلاق مع نادر الذي حاول شفاء جراحي بعدها لقد ذهلت لماذا أتى بعد ثمان سنوات كاملة ..
تساءلت إن كان نادر يعلم شيئا من هذا هاتفت البنك لأكتشف أن نادر على علم بالأمر فهو من قام بتحويل كل ما يأتي إلى حسابه فطلبت من البنك وقف كل شئ لإشعار آخر ..
الوغد كان يعلم لهذا أتي بالأمس ولكن لماذا فعل أدهم هذا ؟؟ فقررت الذهاب لرؤيته فطلبت موعدا من سكرتيرته فحددت الموعد يوم الاثنين وأتي اليوم المنشود فارتديت بنطال واسع وقميص واسع وتوجهت إلى شركة أدهم وذهلت حين رأيتها لقد كانت ضخمة للغاية والسكرتيرات بدون وكأنهن عارضات أزياء حتى أنهن أخذن يتأملنني من أعلى لأسفل وكأنهن يتساءلن عن هذه الفتاة ذات الملابس البسيطة ماذا تريد بالضبط فسألتني إحداهن عن اسمي فأخبرتها:
" اسمي أماني .. وأنا على موعد مع أدعم .. أقصد السيد أدهم "
رفعت حاجبيها بدهشة ثم هزت كتفها وانحنت على جهاز الاتصال تقول :
" سيد أدهم هناك امراءة تدعى أماني تقول .."
قاطعها صوته بسرعة : " هل أتت أدخليها على الفور ألم أطلب ذلك "
فأحتقن وجه الفتاة مما دفعني للابتسام وقبل أن تتحرك فتح الباب وظهر أدهم على عتبته تماما كما كان قامته الطويلة منكباه العريضان جسده الرشيق شعره الفاحم لم يتغير أبدا فابتسم بترحاب وهو يمسكني من ذراعي ليدخلني مكتبه وهو يرحب بي
" مرحبا يا أماني .. كم اشتقت لرؤيتك .. زمن طويل لم أرك فيه "
جلست بصمت فسألني بعد فترة قصيرة بصوت خافت :
" كيف حالك يا أماني … وحال .. وحال زوجك "
تنهدت وأنا أجيبه : " أنا بخير .. ولدى ابنة اسمها أساهير "
" رائع .. لابد أنها تشبهك "
فصمت وصمت هو الأخر يتأملني فقلت له بحرج " في الواقع أنا … " صمت وأنا أفكر فيما أريد قوله وعندما فشلت أخرجت المظروف وأعطيته إياه فأخذه مني متسائلا وحينما طالع ما فيه نظر إلى بدهشة فسألته :
" لماذا .. يا أدهم .. لقد فوجئت بهذه الرسالة أمس في منزلي "
" أمس ؟! ولكن يا أماني من المفترض أنك تعلمين منذ البداية منذ ثمان سنوات "
ثمان سنوات؟؟
ماذا تعتقدون سيحدث وكيف للامر ثمان سنوات وهي لا تدري؟؟؟
لنعرف البقية تابعونا في البارت الخامس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق