البارت الاول
أَحْببتُ فِيْكِ الشَمْسَ تَغْسِلُ شَعْرَهَا
عِندَ الغُروبِ بدمعِهَا المُنسَابِ
أَحْببتُ فِيكِ النِيْلَ يَجْرِى صَاخِباً
فَيَهِيْمُ روضٌ فِى عِناقٍ روَابِ
أحببتُ فيك شُموخَ نهرٍ جامحٍ
فاروق جويدة
البداية كانت رسالة
1 يوليو 196
عزيزتي الغالية .. أماني
كيف حالك وحال زوجك وابنتك ؟ أنا بصحة جيدة جسدياً أما نفسيا فأنا في صحة سيئة جدا ..جدا أنت طبعا تعرفين زوجي السيد المحترم رمزي .. فهو سبب بلائي وشقائي ..
أعتذر لدخولي في صلب الموضوع مباشرة دون أي مقدمات فأنت كما سبق في رسائلي السابقة تستخلصين منها السعادة التامة ولكني فوجئت في نهاية الأشهر الثلاث الأولى من زواجي برمزي أني بدأت أندم فرمزي لم يعد هو الشخص الذي تزوجته .. أعتذر لكلماتي المشوشة المرتبكة فأنا بائسة جدا فقد وصل إلى الآن أسؤ خبر في حياتي ..اهئ .. اهئ ..
حسناً سأمسح دموعي واحك لك القصة منذ بدايتها ..
بعد انقضاء الأشهر الأولى من زواجي برمزي تغيرت حالته وأصبح يعاملني أسؤ معاملة وأصبح يشتمني بل ويضربني نعم كما قرأت يضربني رغم أني أتجنب مضايقته .. ففي أحد أيامي التعيسة عاد في الساعة الثالثة صباحا بعد أن قضى الليل بطوله مع رفقته السيئة فقلت له :
" صباح الخير .. رمزي .."
نظر إلى بسخرية واستهزاء ثم سألني :
" ألم تنامي بعد ؟"
" كلا .. كنت أنتظرك "
" لماذا ؟؟ وهل طلبت منك ذلك ؟"
شعرت بالغضب للطريقة التي كان يكلمني بها لكني كظمت غيظي وأنا أقول له :
" أريد التحدث معك يا رمزي بموضوع هام "
فضحك وهو يسأل :
" وما هو هذا الموضوع الهام الذي يجعلك لا تنامين كالعادة "
" حسننا جدا .. يسؤوني أن أقول لك أني لا أرضى بهذه العيشة "
نظر إلى بلا مبالاة ثم سأل : " وما بها هذه العيشة كما تسمينها ؟"
" السهر .. العودة للمنزل صباحا ..و ..
فقاطعني صائحا :
" ماذا تقصدين بالضبط ؟"
" أقصد حياتنا بهذا الشكل "
فهز كتفه وهو يقول : " وما دخلك أنت بحياتي ؟"
" ولكني زوجتك وأعيش معك "
" ما الذي يجبرك على العيش معي ؟"
لم أصدق ما قاله فقلت له :
" اعتقد أن حالتك الآن لا تسمح بالمناقشة .. لننم ثم .." قاطعني على الفور سائلا :
" ثم ماذا ؟؟ لنتحدث الآن .."
حاولت أن أهدئ الوضع فقلت :
" لا بأس يا رمزي لننام الآن "
" كلا .. لا أريد "
" ولكني لا أريد المشاكل "
فأقترب مني وهو يقول : " أما أنا فأريدها .. لقد بدأت بالتمرد على هذه الحياة "
" إني لا أتمرد ولكني أريد التفاهم معك عن حياتنا "
فصاح بعنف أجفلني :" تفاهم ؟! أي تفاهم هذا ؟ تظلين تراقبينني طوال الليل وبعد ذلك تسأليني أسئلة سخيفة عن حياتنا وعن تمردك ؟ ثم تقولين تفاهم "
فوجدت أن الموضوع سيحتد أكثر فذهبت إلى المطبخ وصنعت له كوب ليمون وهممت بإعطائه الكوب ولكنه نظر إلىّ والشرر يتطاير من عينيه وخطف الكوب من يدي بسرعة وألقى به في المغسلة وهو يشتم
" تتهربين مني بصنع عصير الليمون .. ما الذي ستفعلينه الآن ؟"
" لقد صنعته لك لترتاح قليلا "
فأبتعد قليلا وهو يحدق في ثم ضحك بسخرية وهو يقول :
" أرتاح ؟! .. وكيف لي بالراحة وقد تزوجتك "
أحنقني كلامه فقلت له بغضب :
" ولكني لم أغصبك على الزواج مني يا رمزي "
" اللعنة .. اللعنة عليك "
كانت هذه هي كلماته الأخيرة ثم تركني وأندفع إلى حجرة النوم لينام وظننت أن الأمر قد انتهى لكنه لم يلبث في اليوم التالي إلا أن أفتعل مشاجرة أخرى بلا أدنى سبب ..
الحقيقة يا أماني لم أستطع التحمل فقد تحملت المعاملة القاسية لمدة 3 أشهر وبعدها استطعت الخروج خفية والذهاب إلى منزل والدتي وكتبت هذه الرسالة لك فقد حرمني من الاتصال بوالدتي أو بك وحرمني من كتابة الرسائل فقد كان يأخذ الرسائل ويفتحها ليقرأها ثم يلقيها في سلسة المهملات التي في غرفة مكتبه وكيف علمت بذلك ؟؟ فقد اكتشفت الأمر حين أردت توضيب الحجرة فوجدت سلة المهملات ممتلئة فقرت إفراغها ففوجئت بكل الرسائل التي كنت أبعثها لك في الفترة الأخيرة بالإضافة إلى بعض الرسائل منك غضبت وثرت ولكني لم أفتح فمي بكلمة واحدة فأفرغت السلة وكانت النتيجة هي صفعة شديدة على خدي وبعض الشتائم وألفاظ سوقية لا يعرفها إلا من هم على أمثال وشاكلة رمزي ..
بعد هذه الحادثة استطعت الاتصال بوالدتي التي لم أكن أراها إلا نادرا وفي وجود وحضور رمزي فلا أستطيع وقتها التحدث بشئ لأن الضرب هو مصيري لو أني لمحت بشئ علي أن أضحك تصوري لقد قال الشاعر :
لا تحسبن رقصي بينكم طربا فالطير يرقص مذبوحا من الألم
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق