نظرة عبر حرب
إرتجف القلم.. والحبر يسيل عبر الورق .. لتتشكل كلمات لا
اذكر إن كنت قد خططت لكتابتها..
انتفض القلب.. وصوت الرصاص ينطلق عبر السماء.. فيتحول
الليل إلى نهار صبوح..
دمعت العين .. والدماء تسيل عبر الاجساد..
لا أدري إن كان جسدي ينزف أم يموت..
مات شبابي .. كما مات الجميع
مات أبي .. مات أخي
دفنت أمي تحت أنقاض منزلنا
وبقيت أنا نصف إنسان
نصف إمراءة .
عاجزة عن الحركة
ليس بيدي شئ سوى الجلوس والبكاء..
حتى رفرفت حمامة السلام.. ليتوقف الرصاص
كيف أصدق هذا وقد شبت في شبابي من هول ما رايت ..
السمع قد أدمن صوت الرصاص والبصر أعماه البكاء
والجسد حطمه الإنفجار
·
* *
شمس تشرق وأخرى تغيب ويظهر القمر ثم
يغييب
يغرق البحر الشاطئ بمائه تاره.. وتارة
يتركه جافا
يهب النسيم حاملا معه القبلات
والأحاديث
أترك نفسي وسط هذه المظاهر .. لتشفي
من جراح لا تندمل
لا مس الهواء بشرتي بلطف
مقبلا معانقا لنفس جريحة
وهمس في أذني سيفونية عذبة.. لم أسمع
لروعتها مثيل
أخذ يتحرك بلطف حولي.. محركا الأعشاب
والأشجار
ومع مغيب الشمس نزح الهواء مودعا..
فودعته على أمل باللقاء
* * *
رأيت طفلا يعدو نحوي باسم الثغر يلهو
بالكرة
لقد كنت يوما مثله .. كنت فتاة مرحه
.. نشيطه.. لا تفارق الضحكة شفتيها
جذابة جميلة ، مرغوبة ، محطة لأنظار
والآن بائسة كئيبة .. حزينة ... لا
أرى أحدا ولا أحد يراني
وفجاءه سمعت بكاء ونحيبا.. تلفتت حولي
لأجد
شجرة تبكي.. فسألتها لما البكاء
فأجابتني بضعف أبكي الزمان. أبكي
الحروب .. أبكي الحب
لقد كنت خضراء وارقة... يتهافت الجميع
للإستظلال بي
أما الآن فأنا جرداء ضعيفة بعد أن
أحرقني العدو وجعلني وحدي
أمسكت بذلك الفرع القريب مني وأنا
أقول
لكني بجوارك .. أشاركك الوحدة
والعذاب.. فأبتسمت الشجرة
إبتسامتها بدت عذبه وهي تقول : هذه
هديتي لك أيتها الصغيره
ولفظت أنفاسها ويا للعجب .. إنها تصغر
وتتحول إلى وردة
تعهدت أن أهتم بهذه الوردة الجميلة
الوردة التي ترمز للأمل
والشمس تشرق من جديد
* * *
وضعت قدمي على الأرض بخوف.. لقد
اعتزمت السير
ووقفت. رغم الألم الذي ألم بي..
والدوار الذي يكتنفني
خشيت أن يكون حلماً جميلاً
لكنها حقيقية إني أقف.. أجل أقف على
قدمي مجددا
تحركت بخطوات بسيطة .. على العشب
الأخضر لقد تعلمت درسا
على أن لا أجعل اليأس يسكن قلبي
وأن أنظر دوما للأمام
فما دمت الشمس في شروقها وغروبها
فهناك دوما أمل .. أمل بالحياة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق