الأحد، 12 يناير 2014

ابتسام.. الفصل الثاني

ابتسام 

الفصل الثاني




قبل أحمد والدته معتذراعند دخوله فأخذت تعاتبه لتأخره فضحك والده وهو يقول:


" على مهلك يا ام محمد انت تعرفين مشاغل الطبيب"

فبدا التبرم على وجهها وهي تهتف:

" إن عبد الله طبيب وهو هنا من اول الليل "

فضحك احمد وهو يقول:

" آسف يا امي الحبيبي، ستسامحيني حين ترين هديتك"

وأهداها هديته فابتسمت بحنان وهي تراه يذهب لحجرته ليستبدل ملابسه بينما نهضت شقيقته لتحمل ورقة طبية سقطت منه وامسكت بها ونادت شقيقها ولم تمشي لحظات إلا وكان بينهم وابتسم هو يربت على بطن شقيقته وقال: " بنت ام ولد يا هدى "

ضحكت هدى بمرح وتذكرت الورقة التي بين يديها فناولته إياها وهي تقول:

" هذه ورقة سقطت منك لمريضة اسمها ابتسام محمد ابراهيم"

تكهرب الجو حين ذكرت هدى اسم المريضة، لاحظ احمد الدهشة المروسة على وجه شقيقيه فادي وشادي وشحوب وجه والدته وتوتر والده. كررت والدته اسم ابتسام برهبة فنظر إليها احمد وهو يسال : " هل تعرفينها ؟"

نظرت والدته إلى والده بتوتر ولم تجبه وهنا تدخل شقيقه فادي وهو يسأل:

" ابتسام محمد ابراهيم؟! التي تعرضت عائلتها لاعتداء على اثر مجموعة رجال؟"

أومأ احمد براسه وهو يسال: " هلتقدم والدها بلاغ؟"

حرك فادي راسه نفيا وهو يجيبه:

" لقد بلغتنا الوحدة التي تلقت النداء.. غريب امر هذا الرجل نزهة مع العائله في ذلك المكان المقطوع؟"

تدخل شادي وهو يسال احمد:

" هل تظن ان الفتاة بحالة جيدة قابله لتحمل الاستجواب؟"

" استجواب!.. لماذا يا شادي انها الضحية" تسال احمد فابتسم شقيقية وهو يقول: "نريد اوصافا للرجال يا صديقي العزيز فوالدها قدم اوصافا غير منطقية"

لم يعطي احمد شقيقة جواب شاف بل التفت إلى والده وساله: " أبي هل تعرف الرجل انت وامي؟"

صمت والده للحظة ثم اوما براسه ايجابا فنظر الجميع إليه بدهشة، بدت ملامح والده كمن يسترجع ذكري قديمة قبل ان يقول:

" إن محمد عبدالله الذي اعرفه كان جارا لنا منذ زمن بعيد وفي الوقت ذاته قريبا لوالدتكم، اصيب الرجل بلوثة عقليه جراء فقده لزوجته وهو في بدايات شبابه هناك من يقول انها ماتت واخرون كانو يقولون انها طلقت منه عنوة.. وسمعنا انه دخل المستشفى واخر من سمعناه انه خرج من المستشفى لاريت انه تزوج وانجب"

نظر احمد إليه بدهشة بينما همست والدته بحزن:

" مسكين فقد عائلته كلها ولم تبقي إلا ابنته .. كيف هو ياترى"

" غير طبيعي على الاطلاق " نظر الجميع إلى عبدالله بدهشة الذي أكمل:

" لقد لاحظت حالته الغير طبيعية . واظن ان ابتسام تعرف هذا فهي تخاف كثيرا ما ان تراه لقد لاحظت ارتفاع ضربات قلبها وانكماشها في مكانها حين دخل الغرفه فاصدرت اوامر بمنع الزيارة عنها "

رفع احمد حاجبيه وهو يرددك " تخاف من والدها"

فساله والده : " وكيف حال الفتاة؟"

تنهد احمد وهو يلوح بالورقة التي بين يديه :

" غير مطمئنه على الاطلاق لقد تعرضت لصدمات مباشرة أضرتها . فلديها تمزق عضلي وكدمات عديدة وإضافه إلى اصابه في عامودها الفقري تهددها بالشلل إضافة إلي.. ثم صمت للحظة قبل ان يقول :

" وحالة نفسية سيئه للغاية "

صمت الجميع عقب ما قاله احمد الذي كان يفكر هناك امر ما، امر خفي لا يعرف ماهو ولم يعلق بل اكتفي باللعب مع اولاد شقيقته..



نظر احمد إلى محمد والد ابتسام واندهش حينما لاحظ تصرفاته فعيناه شاردتنان ويتحدث بسرعه ولا يستطيع التركيز نهائيا ويسال طوال الوقت : لماذا ممنوع الزيارة عن ابتسام؟"

طمأنه احمد ونصحه بالخلود للراحه والذهاب لمنزله شعر الرجل بالياس وغادر بينما راقبه احمد بصمت وما ان اطمأن لذهابه توجه إلى حيث ابتسام واقترب منها يجس نبضها وسألها بغته :

" لقد سأل عنك والداك مرارا يا ابتسام"

لاحظ ارتجافة شفتيها فعاد يسألها: " ما رايك ان اسمح له غدا ... "

" إنه مجنون"

قاطعته بسرعه فنظر إليها احمد بدهشة واراد ان يستنكر لكنها استطردت بسرعه " إنه ليس ابي"

سحب احمد كرسيا ليجلس وهو يكرر: " ليس اباكي.. إذن زوج امك؟"

حرك ابتسام راسها نفيا بعنف وسالته:

" الم تسال نفسك لماذا اختار هذه البقعه النائيه للنزهه. ام تسال نفسك لماذا هو متوتر ويسال عني باستمرار انه خائف مني"

تأملها احمد للحظة ثم سألها :

" اذن لماذا انتي معه هل يمت لكم بصلة قرابه؟"

ترددت للحظة قبل ان تسال:

" لو اخبرتك هل تعدني بالمساعدة؟"

اجابها احمد : " اعدك "

نظرت اليه ابتسام للحظة ثم اطرقت وهي تجيبه:

" لقد كان خطيبا لامي.. لكن امي بدات تلاحظ غرابة تصرفاته فخافت منه وتركته وقررت ان تتزوج من شخص آخر، فاصيب هو بالجنون ودخل المستشفى هذا ما حكاه لي ابي يوم اتي وكان يهدد امي ويدعي انها زوجته واننا ابنائه.. ولست ادري ما حدث بالضبط إلا انه قبل مدة اتي للمنزل ومعاه مسدس واخذنا عنوة واطلق الرصاص على بابا وعلى ماما واخذني وهو يدعي اني ابنته وصحبني إلى منزل حقير يسكن فيه مع زوجته التي تخافه كثيرا"

صمت احمد وهو يتأملها ثم سألها فجاءه:

" اسمعي يا ابتسام لقد كان اخي يسال بالامس هل تحتملين التحقيق اظن انه يجيب ان ياتي ويستمع إلى ما تقولين وبالتالي يساعدك على النجاه منه والعودة إلى عائلتك"

لم تعلق ابتسام على شي بينما نهض احمد واتصل عى شقيقية ولم تمضي لحظات إلا كان شادي يجلس في الغرفه ويستمع إلى ما قالته ابتسام لاحمد فسألها:

" حسنا.. هل تذكرين اخر مكان كنتي فيه مع عائلتك؟!.. وهل تعرفين لماذا كنتو في الخلاء ذلك اليوم؟"

بللت ابتسام شفتيها قبل ان تقول:

" اذكر العنوان انه بجوار المستشفى العام بالجنوب.. وذلك اليوم خرجنا لانو اصيب بالجنون فقد انهال على ابنه ضربا مما تسبب بقتله فاخذنا جميعا ليدفنه هناك وحين رأونا مجموعة مهربين خافو منا على ما اظن فارادو قتله فاصيب بالجنون واصبح يصيح كالمجنون في الاسلكي فتركونا واصبحت هنا.."

ضمت شادي للحظة ثم سألها:

" وإصاباتك نتيجة الضرب منه؟"

اطرقت ابتسام براسها وهمست:

" اجل بالاضافه إلى مرضي بسبب المكان"

نظر شادي إلى احمد ومن ثم سألها:

" هل تعرفين احد من اقاربك لنبلغهم بامرك؟"

صمتت ابتسام وهي تحاول ان تتذكر واشرق وجهها وتهي تهتف:

" خالي .. خالي سليمان.. سليمان حمد عبدالعزيز..."

ابتسم شادي وهو يطمئنها:

" لا تخافي سنقتص لكي من الوغد وسنصل لعائلتك "



تاثر احمد وهو يرى لقاء ابتسام بخالها الذي بكى وهو يضمها واخذ يشكر احمد بحرارة وعلى مضي اسبوعين امتلأت حجرة ابتسام بالزوار مما رفع من معنوياتها كثيرا..حتى صدم احمد ذات يوم وهو يتجه لغرفة ابتسام وقبل ان يطرق الباب سمع صوت يتحدث بانفعال وتلاه صوت ابتسم الباكي وهي تقول:

" لكن هذا لم يحدث ياعمي صدقني لم يحدث... "

قاطعها صوت رجل بغضب وهو يقول:

" اصمتي هل تتوقعين مني ان اصدقك في الاول خطفك المجنون وعشتي لديه ثم تعرضتي للإعتداء وتقولين بكل وقاحة لم اسكن معك؟؟ اسمعي انه شرفي ساخذك للمنزل حيث تتزوجين من ابني نواف واضمن ان شرف عائلتي بامان"

صمتت ابتسام لفترة ثم اخذت تقول بتوسل:

" ياعمي والله لم يحدث اي اعت.."

عاد عمها يقاطعها بغضب:

" لن اسمع اي شي ستسكنين مع اعمامك وتتزوجين نواف"

بدا لاحمد الموقف واضحا خصوصا حين سمع صوت ابتسام وهي تهتف بعناد :

" انت لا تريد تزويجي لاجل شي معين بل لتضمن ان الورث لن ياتي إلي، بزواجي م نواف تضمنو الاملاك انت تريد اسكاتي لن اتزوجه ، على العموم انا مرتبطة"

" ماذا؟" صاح عمها بغضب ثم سال: " ومن هذا المجنون؟"

" أنا" نظر الاثنان إلى احمد بدهشة ولمح احمد توتر ابتسام فساله عمها:

" هل خطبت ابتسام؟"

أومأ احمد براسه ايجابا وهو يستطرد : " اجل من خالها سلمان ولقد وافق"

تراسم الغضب على وجه عمها وهو يقول: " وهل الدنيا فوضي انا الوكيل وليس خالها انا عمها انا المسؤول وليس ذلك السليمان"

هدات الحجره فجاءه مع مغادره عمها، والتفت احمد إلي ابتسام وقال لها اطمئني وغادر الحجرة متوجه إلى مكتبه وحادث خالها ةاخبره انه يرغب بزيارته لمنزله في امر هام... وخرج من دوامه لمنزل خالها وطلبها رسميا واخبره انه سياتي بعائلته غدا..

اليوم التالي القى القنبله فارتسبت الدهشة على ملامح امه وابيه وابتسامة على شفتيت شقيقية وعبدالله زوج شقيقته فحكي لعائلته الامر كاملا فقد والده حاجبيه وهو يقول: " ارجو ان لا يكون قرارك مندفعا فتندم فيما بعد وتعذب الفتاة معك "

فابتسم احمد وهو يقول : لا تقلق .. والان هل ستخطبها لي؟"

هز والده راسه ايجابا وابتسم البقية ببهجة بينما والدته اكتفت بالصمت..

وتوجهت العائلة في اليوم التالي لمنزل خالها وطلبوها رسميا ووافق الخال وهو يقول حتى ابتسام موافقة وقرا الفاتحة معهم وتم تحديد موعد القرآن الذي اصر احمد ان يكون بعد يومين والزفاف بعد ان تتماثل للشفاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق