الفصل الثالث
حست امل ببهجه وفرحه لمن عاد حسام زي الايام الاولى يتصل عليها طول
الوقت وفي اي وقت ويزعل لو ما جاوبته وصارت تشوفه كثير وهو سكت عن امر خطوبته عشان
لا تتاثر صحيا وصار طول الوقت معاها
يتكلم يتغزل وهي مبسوطه بالوضع دا فقرر انه
يستمر عليه عشان لا يتسبب في تعبها.
ومع التغير دا في الاحداث بدأت البهجه تترسم على ملامح امل تاني
فتذكر حسام الايام الاولى من تعارفهم كيف كانت مرحه وخجوله ولمن تذكر دا على طول
اتصل عليها وقال لها:
" فاكره امل يوم ما جبتي لي كوب قهوة من زمان كنت خجوله وتعطيني
الاشياء بخجل "
فضحكت امل وهي تقول تساله:
" ايش قصدك راح الخجل يعني ولا ايه؟"
فضحك وهو يقول :
" والله انتي للان بتخجلي مني في حاجات يبان عليكي على طول
امولتي "
فضحكت وهي تساله:
" ايه رايك نتقابل الاربعاء حسام؟"
وجاء يجاوبها بالإيجاب بس تذكر ان ملكته الاربعاء فسكت شوي وبعدين
قال لها"
" نقول ان شاء الله ما اقدر اوعدك اشوف ايش في عند اهلي واكلمك
اوكيه؟"
" إن شاء الله "
وقفل الخط وهو يفكر كيف يقول لها الخبر…
جاء الاربعاء باسرع مما يتخيل حسام وصار في موقف لا يحسد عليه كيف
يقول لامل الخبر قرر انه يترك الوضع للظروف وكلم امل بطريقة طبيعية كعادته ونسى عن
الموضوع لولا ان اتصلت عليه امل الساعه خمسة ونصف وسالته على الفور:
" صحيح الخبر إلا سمعته؟"
" أي خبر؟"
فاحتد صوتها وهي تقول له:
" اليوم ملكتك؟؟ وتكذب على وتقول لي اشوف ايش في عند اهل وارد
عليكي؟؟"
سكت حسام وسمع صوت سيارات فسال امل:
" أنتي فين؟ "
فصاحت وهي تقول له:
" في ستين دهية وانت مالك مو رايح تتههب وتملك اليوم مالك فيني
ان شاء الله اتحرق او اموت"
وفجاه سمع صوت تفحيط وبواري وصرخة مكتومه من امل اعقبها صمت رهيب حطم
اعصاب حسام فهتف باسمها بصوت مرتفع انتبه له صاحبه له واتحطمت اعصابه اكثر لمن طال
الصمت فهتف باسمها تاني فاجابته ببرود" نعم؟"
فسكت حسام وسالها:
" انتي بخير امل؟"
سكتت وقالت له :
" ملكتك اليوم .. خلاص باي"
وقفلت الخط وحاول يتصل عليها مرات عديدة بس ما ردت عليه فاتصل على
احد اصدقائه وحكي لهه قلقه على امل فطمنه وقال له انا اتصرف لا تقلق.
حست امل بتأنيب ضمير على تصرفها مع حسام وما قدرت تتجاهل اتصالاته
لانها كانت رايحه تضعف وتبكي وتجاهلت اتصالاته وهي تبكي وتأن من الصداع والألم
وجلت تتامل صوره إلا معاها وكل ما تشوف صوره له تبكي وتعاتبه ليه يا حسام كده ليه
مو مفروض اننا حبايب ليه تسيبني وتجاهلت رنين التلفون لفترة طويلة وجلست تتخيل
حسام وهو في ملكته ولمن يدخل على العروسه وضاقت انفاسها عند دي اللحظة وعضت على
شفايفها وهي تتخيله يلبسها ويسلم عليها وعند الفكرة دي صاحت بالم وفي دي اللحظة
بالضبط دق الجوال تاني وظنت انه حسام فتجاهلته وراحت لسريرها تبكي وتضم دب اهداه لها
حسام وظلت تبكي بقوة والم في تلك اللحظة كان حسام في السياره متجه لبيت العروسه
وهو سرحان يفكر في امل ووقف مع المنشد وحتى اخر لحظة حاول يكلم امل بس هي تجاهلته
تماما وكان واقف مع المنشد ويمشي معاه وقلبه معلق ومشغول مع امل وطلع درجات بيت
اهل العروسه وشاف امه فابتسم فسلمت عليه وهي تحصنه وسالته وقالت له:
" حسام مالك ابتسم "
فابتسم مرغما خصوصا لمن شاف عروسته مبتسمه ومسك بكفها وصارت الزفه
وانشغل بالمراسيم والرقص والضحك والتصوير ودارت عيونه وسط الوجوه وارتبك لمن خيل
اليه انه شاف وجه امل هناك وسط المعازيم فهز راسه يطرد الفكره عن راسه وقام يشي مع
عروسه لغرفه واتقفل الباب عليهم فاتنهد حسام وجات امل على باله لمن ابتسمت عروسته
فسالها :
" كيفيك بعد الدروشة إلا صارت هناك؟"
فضحكت وهي تجاوبه:
" الحمد لله كويسه وانت؟"
فابتسم وسكت مو عارف في ايش يكلمها فسكتت هي التانيه وجلس الاثنين
ساكتين لفترة قطعها صوت جوال حسام فارتبك خصوصا لمن ميز النغمه .. نغمة امل فضحك
وهو يقول لعروسه:
" شفتي الناس ما يرحموا "
فاخذ الجوال وحطاه على الصامت في تلك اللحظة انصدمت امل لمن قفل في
وجهها فاتصلت على اختها تبكي قلقت داليا عليها فسالتها:
" امل خير؟؟ "
فأنت امل وهي تقول لها:
" باموت داليا الحقيني"
ذهلت داليا وقلقت لمن انقفل الخط واتصلت تاني فجاوبها الصمت المطبق
لا مجيب فلبست عبايتها بسرعه واتجهت للشقة إلا فيها اختها وفتحت الباب وصاحت لمن
لقتها مرميه في الصالون فنادت على السائق وبمعاونته حملتها على المستشفى ودخلت
الطوارئ في تلك اللحظة شعر حسام بالقلق وخطرت امل على باله بطريقه ملحه فاستاذن من
عروسه وخرج، استغربت امه لهفته على الخروج فقالت له انها مطوله شوي فخرج عى الفور
واتصل على امل عشر مرات متتاليه بس لا مجيب فاتصل على داليا وبعد اربع مرات جاوبته
وقالت له انها في المستشفى مع امل وخلال ثواني كان حسام في المستشفى وكان وقتها
الدكتور يقول لداليا نخليها تحت المراقبة لمدة 24 ساعة سكت حسام لمن لاحظ نظرات
داليا الحاقده فاقترب منها وسالها عن أمل فقالت له :
" وانت مالك في امل ؟"
سكت حسام شوي وبعدين قال لها:
" داليا..امل عزيزة علي وغاليه طمنيني عليها او خليني
اشوفها"
فقالت له :
" الغرفة عندك ادخل شوفها بنفسك "
فدخل حسام على امل وقف عند الباب للحظة واقترب منها وهي لمن شافته
بكيت ودارت وجهها على الطرف تاني فجلس حسام عند طرف السرير ومسك كفها وحس ببرودتها
فاخذ يدفيها لها وهو يقول :
" امل قلقتيني عليك .. كيفيك الان؟
سكتت امل وهي تمسح دموعها وقالت له:
" وانت يهمك اصلا ما كنت قبل شوي مع ست الحسن"
" أمل انتي عارفه معزتك عندي .. ثم انا ما وعدتك بزواج من
الاصل"
سكتت امل وعضت على شفايفها وما جاوبته .. بس انحدرت دموعها على وجهها
وبدأت تنتحب وهمست له :
" دي أقوى طعنة ممكن توجها لي انا مو محتاجة انك تقول لي رايحين
نتزوج دي مشاعر تنحس انا باهتم بيك وانت بتعزني انا باحبك وانت بتحبنين حب الاخوة
لبعض يختلف ولا تقول تحبني زي اختك لان دا كلام فاضي"
سكت حسام وهو يربت على كفها بمهل وبرقة وشعر انه ضايع خصوصا لمن غمضت
عيونها وغفت بفعل المهدأ..
اليوم التالي توجه حسام لمحل زهور واشتري ثلاث باقات الاولى بيضاء
والثانية صفراء والثالثة حمراء وارسلها لغرفة امل وكتب على كل باقة بطاقة.
حبك انقى من بياض الورود البيضاء.
أغار عليك من همسة الورد نفسه.
أحبك وحبك يسري في عروق دمي كلها.
ابتسمت امل وهي تقرأ العبارات واحتفظت بالبطاقات وسكتت وسرحت تفكر في
حسام وفي تلك اللحظة دق الجوال فجاوبته وهي تقول :
" شكرا على الورود"
فضحك حسام وهو يقول:
" للاسف ارسلت للوردة ورود "
فضحكت بمرح فسالها حسام:
" كيفك امل؟
سكتت أمل للحظة شعر حسام انها سنين فعاد السؤال مرة ثانية عليها
فغمغت بهدوء:
" أحسن شوي ممن اخرج خلال يومين"
وعاد الصمت بينهم وسمعت امل صوت جواله يدق في تلك اللحظة فقالت له
جاوب على جوالك حسام
وسمعت حسام وهو يقول : "هلا ياسمين الحمد لله وانت كيفيك ..
الأحد؟ اه طيب اكلم الوالد واكلمك تاني"
وتنبه حسام فجاءه ان امل قفلت الخط فتنهد ولمن سالته خطيبته
"ايش في؟" قال لها: " ولا شئ مشغول شوي باي الان"
وسرح حسام وهو يفكر في الوضع إلا هو فيه الان بدأ يخسر امل بالفعل
المشكلة انها تحبه وتعشقه هو ملاحظ الشئ دا وعارفه ومقدره بس دا ما يكفي لها ما
يكفي ابد ..فتنهد حسام وعاد لشغله..
في نفس الوقت دمعت عيون امل وهي تفكر في حسام، ليش تغافلت عن
الاشارات من زمان حسام لمح لها ان علاقتها حب وبس مو اكثر يوم ما قل لها ان امه
قالت له ليش ما نخبطها لك قال لها لا ما تنفع كبيرة هي، يوم ما قال لها الفرق
بيننا ثلاث سنوات وانا لازم تكون مرتي اصغر مني في السن تجاهلت دا كله على امل من
عباره وحده قال لها في اول تعارفهم ما يا نفترق يا نكمل مع بعض .. وهي تبغا تكمل معاه وتبني حياتها معاه وتعيش معاه..
وشعرت بضغط الالم يزيد فغمضت عيونها لترتاح شوي وتنسا التعب إلا هي فيه شوي
وبالفعل ما شعرت بنفسها إلا وهي تنام وتغرق في النوم وما صحيت إلا على صوت الجوال
الساعه الثانية بعد منتصف الليل فرددت :
" الو"
" هلا اموله عيوني كيفيك الان"
" هلا حسام"
سكت حسام للحظة وما حس بنفسه إلا بعد ما قال لها " وحشتيني امل
"
سكتت امل وابتسمت وحست نفسها في حلم وهي تقول :
" وانت كمان حسام وحشتني موت"
وهمس حسام لحظتها:
" ابغا اشوفك الان"
فضحكت وهي تقول:
" طيب تعال مافي احد "
فارسل لها قبلة وهو يقول: " نامي حبيبي واشوفك لمن تخرجي
بالسلامة يارب"
وجلس معاها على الخط حتى حس انها نامت تاني وقتها قفل الخط ونام وفي
تلك الليلة نام وحلم ان امل نايمه في حضنه على سريره وهي لابسه فستان ابيض....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق