( إن الطقس رائع ... فالأمطار لم تتوقف )
ابتسم أديب حينما سمع عبارة زوجته أساهير .. وقبل أن يعلق على عبارة
زوجته جذب انتباهه جسد صغير ملتف على نفسه أسف شرفة أحد المنازل فاوقف السيارة وهو
يقول : " انظري هناك هذا الصبي "
نظرت أساهير إلى حيث أشار فأرتسم الإشفاق على وجهها وهى ترى زوجها يتجه
نحو الصبي .. كانت الدهشة من نصيب أديب حينما اكتشف أن الصبي ماهو إلا فتاة في
العاشرة من عمرها ذات وجه صبوح قذر بعض الشئ ..تعلو جبهتها خصلات بلون اللهب
ملتصقة بوجهها من أثر البلل.. لاحظ نظرات الفتاة نحوه فأبتسم وسألها بلطف : "
ماذا تفعلين هنا يا صغيرتي ؟؟ "
فأجابته ساخرة : " ماذا تظنني أفعل برأيك ؟؟ إني أنتظر توقف
الأمطار لأباشر عملي "
فسألها باسما : " وماذا تعملين يا صغيرتي ؟"
أطلقت الفتاة ضحكة ساخرة وهي تقول : " أخفف جيوب أمثالك من
الأثرياء "
" ماذا ؟! نشل " هتف أديب بدهشة عميقة بينما هزت هي كتفيها
وهي تقول :
" لماذا تبالغون في وصف الأشياء .. أنا لا أنشل لكني أقوم
بتخليصكم من ألأشياء التي تثقل جيوبكم "
رفع أديب حاجبيه بدهشة ثم سألها : " ما أسمك يا صغيرتي ؟ "
" أديم وأنت ؟"
ضحك وهو يجيبها : " أديب وتلك في السيارة هي زوجتي أساهير
"
تأملت أديم أساهير ثم قالت : " زوجتك جميلة "
" أين منزلك يا أديم ؟ " نظرت إليه أديم بحدة وهي تسأله :
" لماذا تسأل ؟ "
ضحك أديب بمرح ثم قال لها : " إنا متوجهان إلى منزلنا للعشاء ما
رأيك أن تأتي معنا "
نظرت أديم إليه بصمت وقبل أن تجيبه سمعت صوت أساهير العذب يقول :
" تعالي معنا يا صغيرتي .. سنقضي وقتاً ممتعاً "
كسر حديث أساهير تردد أديم فنهضت مع أديب إلى حيث السيارة فالتفتت
أساهير إليها وعلى وجهها ابتسامة حانية وهي ترى
نظرات الانبهار التي كست عينا أديم .. والتي تحولت إلى ذهول وهي تدخل المنزل فهمست أساهير لزوجها :
" ما رأيك لو نبقيها لدينا يا عزيزي "
وافقها أديب على الفكرة وطرح الأمر على أديم وبعد إقناع ومحاولات
وافقت أديم على المكوث مع الزوجين
وبدأت أساهير بإعداد أديم للعيش معهم ..
كانت أديم سعيدة بالحياة مع الزوجين اللذان عمالها بالرقة والحنية
فشعرت لأول مرة بالأمان ..
وبعد سنوات ..كانت أديم تطالع بعض الصور لفتاة صغيرة ذات شعر أحمر
كاللهب ففوجئت أديم بيد أساهير تختطف الصور منها وتطالعها بلهفة ثم أخذت بهز كتفي
أديم بعنف وهي تسألها ك " من أين حصلت على هذه الصور ؟"
أبعدت أديم كف أساهير عنها وقالت وهي تستعيد الصور : " إنها
صوري وأنا طفلة )
" ماذا ؟ ! " صاحت أساهير ثم استطردت : " مستحيل يا
أديم هذه صور شقيقتي التي اختطفت عندما كانت في العام الثاني من عمرها "
ذهلت أديم ثم قالت : " مستحيل إن السيدة ألطاف التي ربتني ذكرت
أن والداي متوفيان "
فأصرت أساهير أن تذهب إلى ألطاف وبالفعل لم تمضي ساعة إلا وكانت
أساهير وأديم أمام ألطاف التي ابتسمت وهي تنظر لأديم وقالت :
" مرحبا .. طال غيابك ، لم نرك منذ زمن طويل "
تقدمت أساهير من السيدة وقالت لها :
" كيف حصلت على أديم ؟ " فوجئت المرأة وارتبكت لهنا قالت :
" ماذا تعنين إنها ابنة صديقتي .."
" كذب " صاحت أساهير " لقد اختطفت طفلة صغيرة قبل
أكثر من 8 عشر سنين وهي أديم .. إنها شقيقتي أنا .."
هوت المفاجئة على رأس المرأة كالصاعقة فصمتت لوهلة ثم قالت :
" إن أمين هو من أختطفها وعندما لم يعدها أخذتها لأربيها أنا
"
حدقت الفتاتان ببعضهما واحتضنت أساهير أديم بلهفة وهي تهتف :
" أخيرا يا نديم "
فوجئ ؟أديب بالخبر الذي ألقته أساهير فسأل نديم : " كيف تشعرين
الآن يا نديم ؟ "
التصقت نديم بأساهير وهي تقول : " بالإستقارار والأمان "
بعد سنوات
ابتسمت أساهير بمرح وهي تنظر إلى أديم بفستان زفافها الأبيض إلى أدهم
شقيق أديب
" أين محفظتي ؟؟" سمعت دهم يتساءل عنها ورأت ابتسامة أديم
الخبيثة وهي تخرجها وتعطيه إياها
فضحك أديب بينما غمغمت أساهير
" مادامت قد نشلت زوجها فأرجوا أن لا تنشل أطفالها في المستقبل
)
5 / 7 / 1418هـ .......... الساعة الخامسة عصرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق