مرحبا .. دعوني أعرفكم بنفسي .. اسمي خالد .. أبلغ من العمر 30 عاما
خارج من تجربة زواج فاشلة تماما
أظن أن الفشل لم يمس سواي في العائلة فلقد انحدر من أسلافي وتجمع بي
.. ولكن هناك بداية لكل شئ .. بالنسبة لي كانت البداية في ذلك الصبي .. نعم هذا
الصبي الجميل الأبيض البشرة المتورد الوجنتين ، صبي جميل يميل الناس إلى تقبيله ..
كنت أعيش مع أمي فلقد مات أبي في انفجار سفارتنا في الولايات المتحدة
الأمريكية .. وبقيت أمي أرملة صغيره مع ابنين سمير وخالد .. أظن أن الاعتراف بالحق
فضيلة .. أنا إنسان فاشل ، أفشل في كل شئ أمسك به فإما أن أكسره وإما أن أتلفه..
ظنت أمي بعقليتها البسيطة أني سئ الحظ .. وبينما يمر أخي من نجاح
لآخر كنتا أنا أسقط من فشل لآخر ولكن الحمد لله تخرجت من المرحلة الثانوية بمجموع
أحبط أمي وأغضب أخي .. لكني كنت سعيدا به فلقد نجحت وهذا يكفيني فلست من صنف
المتفوقين أبدا ، يفصل بيني وبين الرسوب درجة واحدة فقط .. وانضممت للجامعة ، في
تلك الأيام السعيدة كان من المسموح دخول الفاشلين أمثالي إلى الجامعة المهم أنه
بسبب الفشل الذي يلاحقني أنهيت الجامعة في سبع سنين بدلا من أربع ، لقد تسآلت
كثيرا لماذا لم يطلق على اسم الفاشل أو ملك الفاشلين .
بعد التخرج بدأت أعلم الطلاب اللغة وأنا لم أكن سيئا أبدا مما دفع
أمي بتزوجي وبطبيعة الحال لم يكن لي أي رأي في هذا المشروع وتزوجت تخيلو منظري
عبوسا لا يعجبني العواء الذي تطلقه النساء فرحا بالعروسين .
منذ اليوم الأول فوجئت بأن عروسي المصون هي هتلر الثاني تأمر وتأمر
وتأمر ، فانزويت وتركت لها الحبل لتفعل به ما تشاء .. تشده وترخيه كما تشاء وأصبح
كل شئ يسير وفقا لرغبتها تركت كل شئ وبدأت أحاول كتابة رواية .. كتبت خمسة عشر
رواية كلها فاشلة رفضتها دور النشر بحجج كثيرة أسلوب ركيك .. قصة خيالية .. تمس
السياسة .. لا توجد لديك خبرة .. مما جعل زوجتي الناجحة الواثقة من نفسها تسخر من
شخصي المتواضع وتندب حظها الذي جعلها تتزوج من فاشل مثلي .. وأرادت أن تقومني
وتصلح من حالي .. فانضممت للسلك الدبلوماسي لأنها رغبت بذلك ففعلت ما أرادت ،
انضممت له هل تذكرون قولي بأن كل ما يقع في يدي يتلف .. وهذا ما حصلي لي إن أول
سفارة سافرت لها كانت سفارتنا في بريطانيا وبعد فترة ضاق السفير بي وطلب نقلي
لسفارة أخرى .. هل تصدقون تنقلت في عشر سفارات مختلفة قبل أن أشعر بأنهم يرغبون في
استقالتي ولكني من النوع الذي لا دم له ولا حس لوح ثلج كما تقول زوجتي .. وكما هو
متوقع لم أستقل بل ظللت في إحدى سفاراتنا في سويسرا ظللت مرتاحا لفترة إلى أن
أعلنت زوجتي فجأة أنها تريد الطلاق لقد يأست من الحياة مع فاشل مثلي .. وحصلت على
ما تريد وتم الطلاق ولسان حالها يقول :
" أنت رجل فاشل .. لا تصلح زوجا أبدا أو أي شئ .. "
لكني لم أحبط فالحياة مازالت مستمرة وهي ليست المرأة الوحيدة في
العالم على العموم هي التي خسرت لأنها لن تجد رجلا مثلي في وسامتي وجاذبيتي .. لكن
هل تعرفون لماذا أحكي لكم كل هذا ؟! لأني بعد أن عدت عازبا من جديد تغيرت حياتي لم
يعد هناك مرر يمنعني من العودة للمنزل واصلت رحلة التأليف وبلغ عدد رواياتي
الفاشلة 30 رواية حينما قررت أخيرا أن أكتب قصة حياتي بأكملها وأرسلتها لأحد دور
النشر وأخذت أنتظر .. وطال انتظاري أسبوع ثم شهرا أرسلت خلالها روايتان وثلاثة
وظللت أنتظر .. إلى أن أشرقت الشمس أخيرا وصلتني من دار النشر رسالة تشيد بأسلوبي
الرائع وستقوم بنشر جميع روايتي وتخرجها للسوق خلال ثلاثة أشهر ولفرحتي الشديدة
خرجت من مكتبي في السفارة صائحا متهللا متوجها نحو حجرة السفير .. السفير الوحيد
الذي قبل ببقائي وعاملني بحنان .. من جهتي اندفعت بأقصى سرعتي لأري السفير الرسالة
الذي هنئني وفاجئني بترقية بسبب عملي الأخير .. وإن كنت أجهل ماذا عملت بالضبط ..
وانتظرت مرور شهر ببالغ الصبر حتى صدرت روايتي الأولى وضربت مبيعاتها الأسواق وكذا
الثانية والثالثة والرابعة وذاع صيتي فجاءة وأصبحت مشهورا تتسابق دور النشر على
نشر روايتي وكتبي .. هل تصدقون هذا ..
أصبحت أديبا مشهورا وتحولت حياتي بغتة من الفشل الذر يع إلى النجاح
المطلق أنا واثق تماما بأن زوجتي السابقة تعض أصابعها ندما لأنها تركت شخصا مثلي
يفلت من بين أصابعها خاصة عندما تعلم أني رزقت بصبي جميل من زوجتي الجديدة ولكم أن
تخمنوا بأنها ابنة السفير الوحيد الذي عاملني بحنان وهي أيضا من اختيار أمي بالطبع
لكن هذه المرة كانت حياة زوجية سعيدة ..لأن الفشل لم يحبط عزيمتي إطلاقا أتنمي لكم
النجاح وعدم الفشل ولكن أقول لكم الصدق فإن دعائي دوما :
أتنمي للجميع الفشل .. لأن الفشل كان وراء نجاحي ..وإن كنت أظن أن لا
أحد مثلي فإنه لا يوجد سوى خالد واحد بوسامته ونجاحه وغروره ( قول زوجتي )
مع تحياتي المليئة بالقبل
المخلص : الوسيم جدا خالد
5 / 7 / 1418هـ .......... الساعة السادسة عصرا
ما اسم روايتك الاولى ؟
ردحذف